بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
الموضوع 38
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
ان الوزن الذي توزن به اعمالنا يوم القيامة هو الحق اي يوضع الحق في كفة واعمالنا في كفة اخرى فان ثقلت اعمالنا فنحن مفلحون والا فقد خسرنا انفسنا .
وقد صح في الخبر المشهور على جميع الالسن وهو :
بحارالأنوار ج 30 352ص
وَ قَدْ رَوَوْا جَمِيعاً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ:
عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ
بحارالأنوار 10 450
وَ أَجْمَعُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله قَالَ:
عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ يَدُورُ حَيْثُمَا دَارَ .
اذن ان امير المؤمنين عليه السلام لاينفصل عن الحق لان الحق يدور معه اينما دار فان وضع الحق في الميزان في الحقيقة يوضع على امير المؤمنين عليه السلام في كفه وتقاس اعمالنا مع اعمال امير المؤمنين عليه السلام لانه هو الحق لذلك قال النبي صلى الله عليه واله بان عمار مع الحق لان عمار مع امير المؤمنين عليه السلام وامير المؤمنين عليه السلام هو الحق كما في هذه الرواية
بحارالأنوار 30ج 372ص
وَ مِنْهَا أَنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ قَامَ يَوْماً فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عُثْمَانُ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَوَبَّخَ عُثْمَانَ بِشَيْءٍ مِنْ أَفْعَالِهِ، فَنَزَلَ عُثْمَانُ فَرَكَلَهُ بِرِجْلِهِ وَ أَلْقَاهُ عَلَى قَفَاهُ، وَ جَعَلَ يَدُوسُ فِي بَطْنِهِ وَ يَأْمُرُ أَعْوَانَهُ بِذَلِكَ حَتَّى غُشِيَ عَلَى عَمَّارٍ، وَ هُوَ يَفْتَرِي عَلَى عَمَّارٍ وَ يَشْتِمُهُ، وَ قَدْ رَوَوْا جَمِيعاً أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ الْحَقُّ مَعَ عَمَّارٍ يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ، وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا افْتَرَقَ النَّاسُ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَانْظُرُوا الْفِرْقَةَ الَّتِي فِيهَا عَمَّارٌ فَاتَّبِعُوهُ، فَإِنَّهُ يَدُورُ الْحَقُّ مَعَهُ حَيْثُمَا دَارَ.
فبقي طريق واحد للنجاة في يوم القيامة وهو البكاء على الحسين عليه السلام لان البكاء عليهله من الاجر الذي يخلصنا من الوزن بالحق لصحة الروايات التي وردت في كامل الزيارت :
1- حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليه السلام يقول:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا و أيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق و أيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى و آمنه يوم القيامة من سخطه و النار
3- و حدثني محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين الزيات عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل له و من ذكر الحسين عليه السلام عنده فخرج من عينه [عينيه] من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز و جل و لم يرض له بدون الجنة .
4- حدثني حكيم بن داود بن الحكيم عن سلمة بن الخطاب قال حدثنا بكار بن أحمد القسام و الحسن بن عبد الواحد عن محول بن إبراهيم عن الربيع بن منذر عن أبيه قال سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول
من قطرت عيناه فينا قطرة و دمعت عيناه فينا دمعة بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا و أحقابا.
6- حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملككردين البصري قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا مسمع أنت من أهل العراق أ ما تأتي قبر الحسين عليه السلام قلت لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة و عندنا من يتبع هوى هذا الخليفة و عدونا كثير من أهل القبائل من النصاب و غيرهم و لست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي قال لي:
أ فما تذكر ما صنع به؟؟
قلت نعم.
قال :
فتجزع؟
قلت:
إي و الله و أستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي.
قال :
رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا و الذين يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يخافون لخوفنا و يأمنون إذا أمنا
أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك و وصيتهم ملك الموت بك و ما يلقونك به من البشارة أفضل و لملك الموت أرق عليك و أشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها
قال:
ثم استعبر و استعبرت معه.
فقال الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة و خصنا أهل البيت بالرحمة
يا مسمع إن الأرض
و السماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين عليه السلام رحمة لنا و ما بكى لنا من الملائكة أكثر و ما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا
و ما بكى أحد رحمة لنا و لما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه
فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر
و إن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض
و إن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه
يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا و لم يستق بعدها أبدا و هو في برد الكافور و ريح المسك و طعم الزنجبيل أحلى من العسل و ألين من الزبد و أصفى من الدمع و أذكى من العنبر يخرج من تسنيم و يمر بأنهار الجنان يجري على رضراض الدر و الياقوت فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء يوجد ريحه من مسيرة ألف عام قدحانه من الذهب و الفضة و ألوان الجوهر يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه يا ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلا و لا عنه تحويلا
أما إنك يا ابن كردين ممن تروي منه و ما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر و سقيت منه من أحبنا و إن الشارب منه ليعطى من اللذة و الطعم و الشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا و إن على الكوثر أمير المؤمنين عليه السلام و في يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا فيقول الرجل منهم إني أشهد الشهادتين فيقول انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك فيقول تبرأ مني إمامي الذي تذكره فيقول ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه و تقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك فإن خير الخلق من يشفع [حقيق أن لا يرد إذا شفع] فيقول إني أهلك عطشا فيقول له زادك الله ظمأ و زادك الله عطشا قلت جعلت فداك و كيف يقدر على الدنو من الحوض و لم يقدر عليه
غيره فقال ورع عن أشياء قبيحة و كف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا و ترك أشياء اجترى عليها غيره و ليس ذلك لحبنا و لا لهوى منه لنا و لكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته و تدينه و لما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس فأما قلبه فمنافق و دينه النصب و أتباعه أهل النصب و ولاية الماضين و تقدمه لهما على كل أحد
ايها الشيعي فان كنت لا تحب هذه البشارة فتهيا لهول المطلع الذي بكى من خوفه الامام الحسن عليهالسلام وهو معصوم ليفهمنا عظمة ذلك اليوم الرهيب
الكافي 1ج ص461
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ عليه السلام الْوَفَاةُ بَكَى فَقِيلَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَبْكِي وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله الَّذِي أَنْتَ بِهِ وَ قَدْ قَالَ فِيكَ مَا قَالَ وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِينَ حَجَّةً مَاشِياً وَ قَدْ قَاسَمْتَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّى النَّعْلَ بِالنَّعْلِ؟؟!!
فَقَالَ :
إِنَّمَا أَبْكِي لِخَصْلَتَيْنِ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ
فطوبى لك يا من بكيت على الحسين عليه السلام الجنة التي تنتظرك بنعيمها وانت يا مسكين الذي لا تؤمن بما بشرنا به فاستعد للجواب و الوزن الذي هو الحق ليقاس عملك بالحق لنرى كيف ستنجو ؟
تحياتي
عاشقة البحر